يتزايد الحديث في هذه الأيام عن مصير المدن العائمة التي يعتبرها البعض حلاً للتحدّيات التي تطرحها ظاهرة ارتفاع منسوب مياه البحر وتغيّر المناخ. وتُعدّ هذه المدن مشاريع مستقبليّة تهدف إلى مواجهة التغيّرات المناخية وتوفير حلول مستدامة للاكتظاظ السكاني. فما العوامل التي يعتمد عليها مصير هذه المدن؟
مصير المدن العائمة
يتسبّب التغيّر المناخي في ارتفاع مستوى سطح البحر، ممّا يهدّد العديد من المدن الساحلية على المدى البعيد. ويعمل المهندسون على التفاعل مع هذا التطوّر بأساليب جديدة، مثل المدن العائمة، ومصيرها يعتمد على عدّة عوامل منها:
- التقدّم التكنولوجي: يعتمد نجاح المدن العائمة على الابتكارات في الهندسة البحرية والطاقة المتجدّدة وإدارة الموارد مثل المياه العذبة والصرف الصحّي.
- التمويل والاستثمار: تحتاج هذه المشروعات إلى دعم مالي كبير من الحكومات أو القطاع الخاصّ لتنفيذها على نطاق واسع.
- السياسات والقبول الاجتماعي: قد تواجه المدن العائمة تحدّيات قانونية، مثل قوانين السيادة الوطنية والبيئة، بالإضافة إلى قبول المجتمعات المحلية للفكرة.
- التغيّرات المناخية: إذا استمرّ ارتفاع مستوى سطح البحر بوتيرة متسارعة، فقد تصبح المدن العائمة حلاً ضروريّاً بدلاً من خيار مستقبلي فقط.
اكتشفوا أجمل المدن الأوروبية في فصل الشتاء!
مشروع "أوشنكس"... المدينة العائمة المدعومة من الأمم المتحدة
في عام 2019، أكّدت الأمم المتحدة رسمياً اهتمامها بمشاريع المدن العائمة، بما في ذلك مشروع "أوشن إكس" Oceanix، الذي طوّرت مفهومه شركة الهندسة المعمارية الدنماركية "بجاركي إنغيلز غروب" (BIG) ومعاهد البحوث الشهيرة مثل معهد "إم آي تي" في الولايات المتحدة.
ويعني مفهوم المدينة العائمة تطوير منصّات بمساحة عشرين ألف متر مربع، يمكن أن تستوعب كل منها 300 شخص. ويمكن لهذه الوحدات المرتبطة معاً أن تشكّل مجتمعاً موحداً ومستقلاً يضمّ عشرة آلاف ساكن.