انّ تقبّل الذات أساسي حتى يشعر الانسان بالارتياح مع نفسه ومع الأشخاص المحيطين من حوله، لذا فانّ أي خلل في هذا المجال قد يُدمّر الشخص تدريجياً نفسه وتصبح الأمور كارثية لتطوّره في الحياة. لذا لمعرفة كل التفاصيل عن هذا الموضوع، تُطلعنا مُدربة الحياة جيسيكا بو عقل على أهمّ المعلومات المرتبطة به.
- ماذا يعني تقبّل الذات من ناحية علم النفس أولاً؟
انّ تقبّل الشخص لذاته بعني أنّ يحبّ نفسه بنقاط قوّته ونقاط ضعفه أيضاً بالاضافة لقدراته، فاذا الشخص كان يحبّ نفسه فقط بنقاط قوّته فهذا يدلّ على نقص في هذا التقبّل.
- ما هي العوامل المؤثرة سلباً على تقبّل الذات؟
قد تكون مواقع التواصل الاجتماعي من أكثر الأمور التي أثّرت سلباً في هذا الاطار أي عندما يُقارن الشخص نفسه بالصور التي يراها بشكلٍ مستمر على تلك المواقع. أمّا عن العوامل الأخرى فيمكن الحديث عن التنمّر التي يتعرضّ لهُ الانسان من أهله، محيطه، الأصدقاء، في المدرسة، مكان العمل...
وعندما نتحدّث عن الأهل لا يمكن توجيه اللوم المباشر اليه، الا أنّهم يمكن أن يكون تأثيرهم سلبياً في هذا الاطار أيضاً، فقد يقولون كلمات تجرح الطفل وتؤدي تدريجياً لفقدانه الثقة بنفسه وتقبله لذاته. بالاضافة لذلك قد يكون الشخص مرّ بفترةٍ من حياته بصدمة أثّرت عليه بشكلٍ كبير، ويظهر بسببها عدم تقبّله لنفسه من خلال تصرّفاته.
- ما هي المضاعفات المحتملة لعدم تقبّل الذات؟
لنبدأ من الناحية الصحيّة، في حال كان الشخص لا يتقبّل نفسه يبدأ بكره نفسه، وذلك يؤثر بشكلٍ مباشر عليه حيث يمكن أن تضعف مناعته ويصبح متأثراً سريعاً بالأمراض بما فيها تلك المرتبطة بالدمّ.
أمّا من الناحية النفسية، فغالباً ما تكون المضاعفات أن يتأثر الشخص بشكلٍ مفرط وبالأخص بسبب الكلمات التي يسمعها عنه. ومن الأمور التي يجب الانتباه لها في هذه الحالة، أن يقوم الشخص بارضاء الآخرين حتى لو كانت الأمور تضرّه شخصياً، ويهدف من ذلك أن يحبّه الآخرين وبذلك سيحبّ نفسه.
- هل يمكن للشخص أن يحفّز تقبّله لذاته بخطوات يقوم بها شخصياً؟
عند ملاحظة الشخص أنّه يعاني من عدم تقبّله لنفسه، عليه التوقف لتقييم المرحلة التي مرّ بها، التكلّم مع نفسه بطريقة ايجابية والابتعاد عن معالم الفشل. كما عليه البدء بتغيير الأمور كالتحدّث مع النفس أمام المرآة وقول ثلاثة نقاط ايجابية يراها بنفسه. ومن المهمّ اتخاذ القرارات الصارمة بالابتعاد عن المحيط الذي ينزعج منه، أو الأشخاص المتنمّرين.
- متى يكون هناك حاجة لاستشارة اختصاصيّ نفسيّ لاستعادة الشعور بتقبّل الذات؟
من المهمّ التوجه لدى اختصاصيّ نفسيّ عندما يبدأ الشخص بالشعور أنّه تغيّر، ولم يعد يتقبّل أو يحبّ ذاته. وبالطبع يجب القاء النظر على بعض المضاعفات الخطيرة التي يقومون بها الأشخاص الذين يصلون لهذه المرحلة، كالتعرض لأذية الجسم، التوقف عن تناول الطعام، عدم الخروج من الغرفة، الاكتئاب... وهنا بالطبع يجب البحث عن الحلول التي يقدمها الاختصاصيّ النفسي.
المعالجة النفسية اييده القرقفي تشرح لكم عن اضطراب تشوّه الجسم
- أي خطوات علاجية يمكن اعتمادها لتحفيز هذا الشعور؟
يعمل الاختصاصيّ النفسي على منح الشخص الذي يصعب عليه تقبّل نفسه بعض التمارين التي بدورها تساعده تدريجياًَ، بالاضافة لتمكينه من تقدير نقاط القوة والايجابية التي يملكها، وأن يتحدّى نقاط الضعف في حياته.
والنصيحة الأهم أن نبتعد قدر الامكان عن مقارنة أنفسنا بالصور التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لأنّها لا تُظهر حقيقة حياة الآخرين كما هي. وعندما نشعر أننا بحاجة الى الدعم بسبب فترة صعبة مررنا بها، فبالتأكيد يجب التوجه عند الاختصاصين للمساعدة.
اذا كان لديكم أي أسئلة اضافية حول تقبل الذات أو أي موضوع آخر مرتبطة بتنمية الذات، احجزوا موعداً لاستشارة الكترونية مع جيسيكا بو عقل عبر www.sohatidoc.com
