سفر / خروج نيران من باطن الأرض في مصر! حادثة غريبة تُثير رعب وقلق السكّان
خروج نيران من باطن الأرض في مصر! حادثة غريبة تُثير رعب وقلق السكّان

خروج نيران من باطن الأرض في مصر! حادثة غريبة تُثير رعب وقلق السكّان

في ظاهرة غريبة، شغلت حادثة خروج نيران من باطن الأرض في قرية الهنداو في محافظة الوادي الجديد جنوبي غرب مصر، الجمهور المصري والعربي، بعدما تناقلت وسائل الاعلام المصرية ومن ثمّ انتشر على مواقع التواصل.

وتكثّفت الاتصالات والمقابلات مع المتخصصين الجيولوجيين لتفسير خلفيات خروج نيران من باطن الأرض في ظلّ تصاعد مخاوف سكّان المنطقة من حدوث زلزلال أو ظاهرة طبيعية غريبة تكون كارثية.

باطن الأرض تساؤلات المصريين، حيث أنها ظاهرة غريبة تركت مخاوف لدى سكان المنطقة، خاصة فيما يتعلق بحدوث زلالزل أو أي ظواهر طبيعية أخرى غريبة.

كشف اللغز

من جهته كشف رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، جاد القاضي، السبب وراء هذه الظاهرة، حيث قال إن خروج نار من باطن الأرض بالشكل الذي رأيناه يرجع إلى وجود رسوبيات الطفلة الزيتية السوداء، يوجد بها خامات تحتوي على جزء من الفسفور، وعند تعرض هذه الطفلة للهواء يحدث لها أكسدة ما ينتج عنه اللون الفسفوري الذي يشبه عملية اشتعال النحاس.

وأوضح القاضي لموقع "سكاي نيوز عربية" أن فريق من "معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية" قام بأخذ عينات من المنطقة التي حدثت بها الظاهرة، ولفت إلى أن التقرير المبدأي أوضح أن هناك نظاماً من الفوالق في باطن الأرض، يصنع توصيلية للسوائل الساخنة، إذ تتجاوز درجة الحرارة 200 درجة مئوية.

واتضح للفريق العلمي وجود فالقين كبيرين في باطن هذه المنطقة، وهو ما ينتج عنه تدوير للماء الساخن في الأعماق، وتفاعل الماء الساخن منع المواد الموجودة، ينتج عنه عملية أكسدة ويشتعل عند كشف طبقة الرمل التي تغطيه.

وأضاف قائلا: الظهور الأول للواقعة حدث منذ 3 سنوات مع عمليات التعمير المتصاعدة بالمنطقة، مشيرا إلى أن الخطورة على البشر منها تتركز في احتمالية حدوث تسمم رئوي بسبب استنشاق الغازات الناتجة، وهو الأمر الذي يتم تدارك خطورته بتقديم النصائح للأهالي بالابتعاد عنه، وتقوم السلطات التنفيذية بعزل المواطنين أيضًا عن موقع النيران.

جدوى اقتصادية

وفي معرض حديثه عن أسباب الظاهرة لفت رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إلى أن هناك احتمالية لوجود جدوى اقتصادية من وراء هذه الظاهرة، حيث أن لوجود السوائل الساخنة بكميات كبيرة استخدامات كثيرة منها توليد الكهرباء.

ومن بين الاستثمارات في وجود ماء ساخن في باطن الأرض، الاستفادة منها في السياحة العلاجية، وهذا النمط موجود في بعض فنادق الواحات البحرية في مصر، التي يوجد بها حمامات كبريتية، إضافة إلى إمكانية استخدامها في تدفئة بيوت الأهالي، أو حتى في مجال الصوبات الزراعية.

ويربط القاضي التوصل إلى إمكانية التأكد من الجدوى الاقتصادية بانتهاء الفريق العلمي من الدراسة التي يعكف على إنجازها خلال الأيام المقبلة، والتي من بين أهدافها أيضًا الكشف عن وجود زلال بالمنطقة بعد تركيب محطات الزلازل، وقياس التدرج الحراري ببعض الأبار بالمنطقة.

">!ميّت يستفيق من الموت في كينيا أثناء تشريح جثته

ماذا يقول معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية؟

فريق علمي من "معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية" قصد مكان الحادثة لأخذ عيّنات من المنطقة. وبعد إجراء الدراسة، كشف التقرير وجود فالقين كبيرين في باطن هذه المنطقة، تقوم على نظام وصل السوائل الساخنة حيث تتجاوز درجة الحرارة 200 درجة مئوية.

وهذا ما حصل، حيث تبيّن وجود رواسب الطفلة الزيتية السوداء (مادة زيتية موجودة في الصخر) التي تحتوي على خامات فيها جزء من الفوسفور، فحصلت عملية أكسدة بعد تعرّض هذه المواد للهواء وتفاعلت معها، فظهر اللون الفوسفوري الذي بدا كعملية اشتعال النحاس.

الى جانب ذلك، أوضح التقرير بأن الماء الباطنية الساخنة تتفاعل مع المواد الموجودة، فتشتعل نتيجة عملية الأكسدة أيضاً، ويظهر اشتعالها عند الكشف عن طبقة الرمل التي تغطيها، وهذا ما يظهر تماماً في الفيديو المرفق أدناه، بعدما قامت الجرّافة برفع كمية من الرمال فتصاعدت النيران أكثر. 

ظاهرة خروج نيران من باطن الأرض حصلت منذ 3 سنوات!

قال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية جاد القاضي أن الظهور الأول لواقعة خروج نيران من باطن الأرض في ذات المنطقة، حصل منذ 3 سنوات مع انطلاق ورشات العمار.

ونبّه ممّا قد تحمله هذه الحادثة من خطر على سكّان المنطقة وتحديداً الجهاز التنفسي، حيث حذّر من احتمال حدوث تسمم رئوي بسبب استنشاق الغازات المتصاعدة، وعليه تقوم السلطات التنفيذية بعزل المواطنين عن الموقع فيما يتم التوعية حول المخاطر المحتملة.