أعاد العالم العربي تداول قصّة نجاح إنسانية مؤثرة بطلتها الشابة المصرية هبة عاطف، التي تُعاني من إعاقة تُعرف بمتلازمة داون، هي التي شكّلت نموذجاً يُمتثل به وتمكنت من تحقيق حلمها والعمل كمضيفة طيران رغم إعاقتها التي تُشكّل في غالب الأحيان عائقاً أمام مثيلاتها.
هبة حوّلت الإعاقة الى طاقة، ولم تسمح لمشكلتها التي رافقتها منذ ولادتها أن تقف عائقاً أمام إثبات نفسها في المجتمع المصري والعربي. فانطلقت من ايمانها بذاتها وطاقاتها ومهاراتها وخبراتها التي اكتسبتها من كلية الإعلام في الجامعة العربية المفتوحة في مصر "AOU".
وأشاد بنجاح هبة، المنسق العام للجنة الدولية لشؤون الإعاقة التابعة للأمم المتحدة بمصر "UNARTS" رضا عبدالعزيز، وكشف لوسائل الإعلام بأن الاختيار وقع على هبة عاطف باعتبارها "نموذجًا مشرّفًا لفتيات متلازمة داون لخوض تجربة أول مضيفة طيران من أصحاب متلازمة داون في مصر".
انطلاق رحلة نجاح هبة عاطف: الرحلة الإنسانية
انطلق مشوار النجاح للشابة هبة يوم السبت 30 نوفمبر 2019، ورافقتها في ذلك اليوم المميّز في حياتها وفي تاريخ المجتمع العربي، والدتها الدكتورة سونيا بيومي، حيث توجها معاً الى مطار القاهرة الدولي، فيما كانت هبة تتألق بلباس مضيفات الطيران الرسمي.
وقد تمّ تفصيل وتصميم بدلة مخصصة لهبة تُناسب شكل جسمها وطولها. يومها صعدت هبة الى الطائرة لأول مرّة كمضيفة جاهزة لأداء وظيفتها والحرص على تقديم أفضل خدمة للراكبين على الطائرة مثلها مثل زميلاتها في الوظيفة.
كلّ ما يجب أن تعرفيه عن متلازمة الرأس المسطّح عند الرضيع!
أوّل رحلة طارت عليها هبة كانت متوجهة من مصر إلى العاصمة السودانية الخرطوم. وما ميّز هذه الرحلة، بأنه كان على متن الطائرة أشخاص يشاركون هبة نفس المشكلة الصحية، فصعد معها عشرات من اصحاب متلازمة داون ليُشاركوها فرحة نجاحها ويستلهمون منها الأمل والقوّة والاندفاع.
سُميّت الرحلة الاستثنائية بـ"الرحلة الإنسانية"، وانتهت يوم الخميس 5 ديسمبر، لتكون هذه الرحلة بمثابة رسالة انسانية واجتماعية لجميع من يعانون من متلازمة داون ولمن لا يزالوا لا يؤمنون بطاقات أصحاب القلوب البيضاء وإمكانياتهم العقلية والجسدية.
استطاعت هبة أن تجذب أنظار الملايين من العالم العربي، حيث تصدرت قصتها وسائل الاعلام المحلية والدولية. ودفعت هبة عاطف عدد كبير من روّاد المطار وركاب الطائرة، لأخذ الصور معها ونشرها على مواقع التواصل، وكسبت الشابة صاحبة الابتسامة الآسرة شهرة واسعة.
دراساتها الإعلامية كان لها تأثير كبير!
أجابت هبة على كثير من التساؤلات التي راودت أذهان الناس، فهي لفتت الأنظار بثقتها بذاتها وعدم خوفها من الفشل خاصة في مهنة تحتاج لقوّة قلب ومهارة في التواصل مع الأشخاص من مختلف الثقافات والحنسيات.
فكشفت الشابة المصرية، بأنها لم تشعر برهبة من الموقف أبداً كونها كانت مُذيعة، فكان لهبة فقرة ثابتة تقدّمها في أحد البرامج بإذاعة "صوت العرب" بعد التحاقها بكلية الإعلام. وكان لهذه الوظيفة أثر كبير في تعزيز ثقتها بذاتها والتغلّب على الخجل. وقالت هبة أن: "الجديد في الأمر فقط هو تقديم الضيافة للركاب والتحاور معهم حال احتاج أحدهم للمساعدة طوال الرحلة الجوية".
