نظّمت الدورة الخامسة من حفل لوريال-اليونسكو "من أجل المرأة في العلم"، حيث تمّ تكريم 6 باحثات يافعات واعدات أتين من لبنان والأردن والعراق وفلسطين. وقد أقيم الحفل بحضور أكثر من 200 شخصية سياسية ودبلوماسية، وممثلين عن هيئات علمية ومؤسسات أكاديمية ومنظّمات غير حكومية واعلاميين. مع الاشارة الى أنّ هذا البرنامج انطلق في المرة الأولى عام 1998 للتأكيد على أنّ البحث العلمي، بغضّ النظر عن المجال، هو أيضاً نتيجة لذكاء وابداع وشغف النساء حول العالم. وحتّى اليوم، دعم البرنامج 3124 باحثة وكرّم 102 عالمة وقدّم 3022 منحة لسيّدات من 117 دولة لمتابعة دراستهن العليا والاستحصال على الدكتوراه أو ما بعد الدكتوراه.
والنساء المكرّمات في الدورة الخامسة هنّ: الدكتورة أسيل ابراهيم محمود من العراق، الدكتورة فاتن أبو شوقة من فلسطين، الدكتورة حنان خليل من الأردن، الدكتورة مايا عطية من لبنان، الآنسة ليلى الموسوي من لبنان والسيدة شدى العبد من الأردن.
وللاضاءة أكثر على هذا البرنامج، كان لموقع أنوثة فرصة لقاء الدكتورة أسيل ابراهيم محمود، وهي معاون رئيس فيزياويين في مركز بحوث الليزر والكهروبصريات في وزارة العلوم والتكنولوجيا في بغداد. وكان لنا معها هذا الحوار:
* ما الذي دفعك الى التخصّص بعلوم الفيزياء، وهو من القطاعات العلمية التي كانت لفترة طويلة حكراً على الرجل؟
مجال الفيزياء عموما هو الذي اختارني حسب القبول ومعدلي في الدراسة الثانوية، لكن اختصاصي الدقيق الليزر والكهروبصريات او الفوتونيات هو اختياري حيث اجتذبتني التطبيقات الرائعة لليزر والألياف البصرية في مجالات الطب والاتصالات وغيرها مما حفّزني على الخوض في غمار هذا الاختصاص.
انا اعتبر المعمارية العراقية العالمية زهاء حديد قدوة لي لخوضها في مجال اعتبر حكراً على الرجال ودائماً اذكر حيث قالت في احد المناسبات لتكريمها:
“Architecture is no longer a man’s world. This idea that women can’t think three-dimensionally is ridiculous”
وذلك معناه أنّ "الهندسة لن تكون بعد اليوم حكراً على الرجل، وهذه الفكرة أنّ المرأة لا تملك رؤية ثلاثية الابعاد سخيفة".
* ما هي العناصر برأيك التي أوصلتك الى تحقيق النجاح لتكوني مبتكرة في علوم الفيزياء؟
لأنّي اؤمن بان للمرأة دور كبير واساسي في كل مجالات الحياة ولاسيما العلوم. فيجب علينا كنساءالاستمرار في العمل والبحث العلمي مهما كانت الظروف او العقبات وألا ندع للخوف مجال يقوض عزيمتنا على خوض الصعاب.
وكتجربة شخصية، الدعم والتشجيع الكبير من والدتي وكيف انها كانت دائما تقول لي ان العلم هو سلاحك ودرعك الوحيد في الحياة. وحبي وشغفي لهذا الاختصاص والذي قد يراه البعض انه مجال معقد وصعب لكن بالحقيقة هو مجال ممتع جداً.
* ما هي أبرز طموحاتك العلمية اليوم؟
لأننا نفتقر لأسلوب العمل الجماعي المتكامل اسعى الى تكوين مجموعة بحثية متكاملة في مجال علم الفوتونيات تتنوع ما بين الباحثين الأكبر سنّاً والباحثين الشباب، وبالتالي تتجمع وتتكامل الأفكار وصولا الى أفضل النتائج المبتغاة. وان نكون في مستوى المؤسسات العلمية العالمية وقد يخرج من علماؤنا يوما عالم يحوز على جائزة نوبل.
* ما الذي برأيك ينقص المرأة العربية لتكون ناجحة في مجال العلوم؟
ان تكون شجاعة اكثر وألا تخاف من الفشل لأنّ الفشل هو احد طرق النجاح. وأن تكون صبورة وقوية لمواجهة مجتمعنا الذكوري والايمان والثقة بالنفس والعمل لتحقيق الطموحات.
تابعي المقابلة مع د. اليز نجيم من المكرّمات العام الماضي
* كيف تنظرين الى برنامج لوريال-يونسكو من "اجل المرأة في العلم"؟ وهل تجدين أنّ مثل هذا البرنامج يمكن أن يعزّز فعلاً من دور المرأة العربية في مجال العلوم؟
أنّ برنامج لوريال- اليونيسكو "من أجل المرأة في العلم"، يفتح باباً للعالمات والباحثات في الأوساط العلمية ويتيح لهنّ التواصل مع زميلات لهنّ، ويشجعهنّ لتكنّ قدوة تُلهم الأجيال الصاعدة من العالمات وخاصة لكل الشّابات المتردّدات في انتهاج العلوم كمهنة لهنّ. بذلك، يمثّل هذا البرنامج اليوم مصدراً قيّما يحثهنّ على المضي قدما في مسيرتهنّ، إذ نقدم لهنّ الدعم في مراحل حاسمة من حياته ن المهنيّة لتخطّي الصعوبات التي قد تحبط عزيمتهنّ و الإطاحة بتفانيهنّ للعلوم.
* أي رسالة توجّهين الى مختلف الفتيات اللواتي يرغبن في دخول مجال العلوم ولكن يجدنها محتكرة من قبل العنصر الذكوري ويخشون من هذه السيطرة؟
أقول لهن ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر. فلا بد للمرأة ان تكون ذات روح قتالية وألا تخاف من الفشل لان الفشل هو الخطوة الأولى للنجاح. من خلال عملي كباحثة في مؤسسة علمية اسعى الى تعزيز وتفعيل دور الباحثات الشابات من خلال اشراكهن في المشاريع البحثية الحيوية وتشجيعهن على تقديم افكارهن والدفاع عنها.