رجيم مريض السكري بالتفاصيل مع اختصاصية التغذية كاتيا عبدوني

– بالتعاون مع كاتيا عبدوني

تُعتبر التغذية والنشاط البدني جزءاً مهمّاً من نمط الحياة الصحيّ ورحلة العلاج عند مرضى السكري. لذا نتطرّق في هذا الموضوع من موقع أنوثة الى رجيم مريض السكري للوقوف عند أبرز خصائصه وقواعده مع اختصاصية التغذية كاتيا عبدوني.

– ما هي أنواع مرض السكري أولاً؟ وهل تستلزم كلّها اتباع حمية غذائية؟

النوع الأول من السكري يظهر عند الأفراد في عمر الطفولة او المراهقة، وهو ناتج عن تدمير مناعي ذاتي لخلايا بيتا المنتجة للانسولين في البنكرياس. ونقص الانسولين الناتج عن هذه العملية يؤدي الى ارتفاع مستويات السكر في الدم والبول.

النوع الثاني من السكري يظهر في عمر متأخر أكثر أي عند الاشخاص في عمر الاربعين وما فوق، ويكون ناتجاً عن العادات الخاطئة التي يتبعها الانسان، كما قد يكون سببه وراثياً.

النوع الثالث هو سكري الحمل الذي يصيب المرأة اجمالاً بعد مرور 22 اسبوعاً تقريباً من الحمل، ويمكن تشخيصه من خلال فحص السكري.

وهناك نوع جديد من السكري ظهر مؤخراً واسمه العلمي MODY (Maturity Onset Diabetes Of The Young) وهو شكل وراثيّ من داء السكري يشبه النوع الاول كونه يصيب الصغار في العمر، ولكن سبب الاصابة يكون السمنة كما في حال الاصابة بالنوع الثاني. وهذا النوع يصبح شائعاً في الفترة الاخيرة مع الحجر المنزلي وما يرافقه من استهلاك كميات من الاطعمة غير الصحيّة وقلّة الحركة.

اضافة الى ذلك، هناك مرحلة ما قبل السكري، حيث يكون مستوى سكر الدم لدى المصاب أقلّ من تشخصيه بالإصابة بالداء، لكن في الوقت نفسه اعلى من المستوى الطبيعي. وفي حال عدم اتباع نظام غذائي صحي، يرجّح أن يصاب الشخص بالسكري من النوع الثاني خلال عشر سنوات او اقلّ.

وتختلف حدّة الاصابة بداء السكري من شخص الى آخر تبعاً لأنواع المرض. ولكن في جميع حالات الاصابة، فانّ اتّباع حمية غذائية هو أمر لا مفرّ منه في رحلة العلاج من المرض. فالنظام الغذائي الصحي هو الذي يضمن الحفاظ على مستويات السكر في الدمّ وعدم ارتفاع مستوياته لتفادي حدوث أي مضاعفات صحيّة. وتجدر الاشارة الى أنّ النظام الغذائي لمرضى السكري لا يعني الحرمان أبداً، بل يشمل طعاماً شهياً ومتوازناً يعزّز الطاقة ويحسّن الحالة المزاجية كذلك.

– ما هي فوائد رجيم مريض السكري؟ وهل من مخاطر لعدم اتباعه؟

يؤمن الرجيم الصحيح الغذاء الصحي لمريض السكري ويتكامل مع الانسولين او الادوية ليعيد معدّل السكر في الدمّ أقرب ما يمكن الى المعدل الطبيعي.

وفي حال عدم اتباعه والافراط في تناول السعرات الحرارية والدهون، هناك مضاعفات خطيرة منها:

– مخاطر الاصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية

– السكتة الدماغية

– تضييق الشرايين

– مشاكل الكلى

– مشاكل الرؤية وخطر فقدان البصر

– مشاكل في الاطراف كتورم الكاحلين والساقين ما قد يستدعي بتر الاطراف في مرحلة متقدمة من المرض

– مشاكل الضغط

لذا فانّ اتباع الرجيم سيضبط معدل السكر في الدم ويحمي من المضاعفات المذكورة، على عكس ما يظنّ بعض مرضى السكري بأنّ هذا المرض مزمن وسيلازمهم لذا يستسلمون له.

 

– ما هي أهمّ قاعدة في رجيم مريض السكري؟

أهمّ قاعدة يقوم عليها النظام الغذائي لداء السكري هي تناول الاطعمة الصحية بكميات معتدلة بحسب القواعد التالية:

*   النشويات: يجب أن تشكّل نسبة 45 الى 60% من مجمل السعرات الحرارية اليومية للمريض. وهنا نعني النشويات الصحية الغنية بالألياف وذات المؤشر الجلايسيمي (Glycemic index) المنخفض مثل الفاصوليا والبازيلا. فثمة نشويات ترفع مستوى الانسولين مثل البطاطس لذا على مريض السكري تناولها بحذر. وفي حال الرغبة بأكلها، يجب أن يعدّل بنوعية وكمية الاطعمة الاخرى ضمن وجبته ليكون هناك توازن مثل اضافة مأكولات غنية بالبروتينات والالياف.

* البروتينات: يجب أن تشكّل البروتينات 15 الى 20% من مجمل السعرات الحرارية اليومية لمريض السكري. في حال كانت مصادر البروتينات حيوانية، يجب اختيار اللحوم التي تحتوي على اقلّ نسب من الدهون. وكذلك الاجبان والالبان يجب ان تكون قليلة الدسم. وتُعتبر مصادر البروتينات النباتية من أكثر الخيارات الصحية لمريض السكري كونها قليلة جداً بالدهون وغنية بالألياف مثل العدس، الترمس والفول، الحمص

* الملح: توصي منظمة الصحة العالمية مرضى السكري عدم استهلاك أكثر من 2000 مللغرام من الصوديوم. وفي حال كان مريض السكري يحب إضافة الملح الى الأكل، يمكن اللجوء الى بعض الحيل الذكية والصحية التي تُعطي نكهة مالحة الى المأكولات دون تعدّي المستوى الموصى به من الصوديوم، وذلك من خلال خلط بعض الأعشاب اليابسة كالكزبرة والبقدونس التي تُضيف طعم لذيذ للأكل وتغني عن إضافة الملح.

– ما هي الاطعمة الموصى بها ضمن هذا الرجيم؟

* الحبوب:

تعتبر الحبوب الكاملة من اهم الأطعمة التي تقي من الإصابة بداء السكري من النوع الثاني. ونجدها في الشوفان وحبوب الشعيرة والكينوا والمعكرونة السمراء والأرز الأسمر والخبز المصنوع من القمحة الكاملة.

* الفاكهة:

لا يمكن استبعاد الفاكهة من النظام الغذائي لمريض السكري كونها مصدر أساسي لأهم الفيتامينات التي يحتاجها جسمه كما أنها بديل صحيّ للسكّر الذي يُمنع عليه تناوله. ومن أهم الفواكه الموصى بها لمرضى السكري هي تلك الغنية بمضادات الأكسدة كالحمضيات والكيوي، والبابايا، والبرتقال، والأفندي، بالإضافة الى التفاح، الإجاص، التي يُنصح بتناولها مع قشرتها الغنية بالألياف  لتعديل مستوى السكّري. ويُنصح بأخذ الفاكهة بدلاً عن السناك، تفادياً للإفراط بتناول سناكات غير صحية، كما ان الفاكهة بعد الغداء تُعدّل مستوى الألياف.

* الخضار:

كون الخضار منخفضة بالسعرات الحرارية، تعتبر خياراً جيداً للتحكم في مستويات السكر في الدم والوزن، مثل البروكلي، السبانخ والبامية، الكوسا، الفليلفة، الخس.

بالإضافة الى الفطر والجزر، القرنبيط، كلّها من المغذيات الأساسية الغنية بالألياف التي تُساعد في إدارة مرض السكري.

– ما هي المأكولات والمشروبات التي يفضّل تجنّبها ضمن هذا الرجيم؟

* السكر:

ينصح بتجنب المواد الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر للحفاظ على مستوى مناسب للسكر في الدم كالمشروبات الغازية مثل الصودا والعصائر الغنية بالسكر والحلويات وتبعاتها.

* الأطعمة المقلية:

تزيد الأطعمة المقلية من الدهون الحشوية، وهي اخطر أنواع الدهون كونها تتراكم حول الأعضاء الداخلية مثل الكبد والقلب والبنكرياس، وهي سبب رئيسي للإصابة بداء السكري من النوع الثاني، كونها تسبب السمنة وبالتالي تُفاقم من قدرة الجسم على السيطرة على مستويات الإنسولين.

* الكحول:

تختلف الكمية المسموح بها من الكحول بين الرجل والمرأة، وفي حال تناولها بكمية قليلة فهي لا تُعيق عملية السيطرة على مستوى السكر في الدم و لكن هناك بعض الإحتياطات التي يجب الإنتباه لها:

مثلاً الرجل يمكنه أن يستهلك من حصتين الى 4 حصص بينما المرأة من حصة الى حصتين فقط. وتختلف الحصة بحسب نوع الكحول المُستهلك، مثلاً:

تُساوي حصة واحدة من النبيذ 150 مللتر

تُساوي حصة واحدة من الويسكي 45 مللتر 

تُساوي حصة واحدة من البيرة 360 مللتر

* هل يجب ان يتكامل هذا الرجيم مع الرياضة؟

تساعد ممارسة الرياضة في ضبط مستوى سكر الدم كما أنها تحسّن من الحالة المزاجية والتخفيف من التوتر الذي يؤثر بشكل سلبي على مريض السكري.

ونذكر أنواع التمارين الرياضية المفيدة لمرضى السكري:

– التمارين الإيروبية: يُحبّذ ممارستها يومياً، كالركض، الهرولة، الزومبا، الرقص، كرة السلة، ركوب الدراجة الهوائية، السباحة… وفي حال لا يستطيع المريض ممارستها يومياً، يمكنه أن يأخذ يوم واحد راحة بعد كل يوم تمرين.

– تمارين التحمّل بمعدّل مرتين الى ثلاثة في الأسبوع، ويُعنى بها التمارين التي تهدف إلى تقوية العضلات لزيادة قدرتها على التحمّل، خاصة عضلات الذراعين والساقين، وأشهرها تمرين “البلانك” (Plank)، تمرين الضغط، تمرين المعدة Sit up)) وتمرين القرفصاء (Squats) وتسلق السلالم والسباحة ولعب التنس.

– رفع الأثقال بمعدّل 75 دقيقة في الأسبوع بحسب قابلية الجسم لرفع الاوزان وزيادة الأثقال بشكل تدريجي تفادياً لأي إصابات في الظهر أو الركبتين. وقد خلصت الدراسات الحديثة الى أن رفع الأثقال يُساعد على منع مشاكل وعلاج مقاومة الإنسولين. وأبرز هذه التمارين، تمرين الدفع الى الأمام، تمرين الضغط على الصدر، تمرين الذراع الواحد وغيرها…

– تمارين التمدّد تساعدهم على تفادي مشاكل المفاصل الأكثر عرضة لها.

– تمارين ذات التأثير المنخفض بمعدّل 150 دقيقة في الأسبوع، ويُعنى بهذا النوع من الرياضة، التمارين التي لا تُسبّب الكثير من الإجهاد بعد ممارستها مباشرة فتكون أقل ضغطاً على الجهاز العضلي الهيكلي، مثل المشي على خطى بطيئة، او ركوب الدراجة المثبتة في مكانها، وهذه التمارين تناسب الذي يعانون من السمنة المفرطة أو المبتدئين في ممارسة الرياضة، أو من يعانون من إصابات جسدية.

ومن المهمّ ممارسة الرياضة في وقت منتظم يومياً وفي فترة الصباح خصوصاً، لأن ممارسة التمارين في وقت متأخر يمكن أن يسبّب للمريض نقصاً في مستوى السكر في الدم.

يمكن التواصل مباشرة مع اختصاصية التغذية كاتيا عبدوني وحجز استشارة الكترونية عبر www.sohatidoc.com 



All rights reserved. Copyrights © 2024ounousa.com