مسلسل “بالقلب” يتوّج الدراما اللبنانية في الموسم الرمضاني!

“تركوني حبّ متل ما بعرف حبّ”… “الوجع علمني وغيرني”…. هذه العبارات وغيرها نسمعها في “بالقلب”، عنوان المسلسل اللبناني الذي نتابعه خلال الموسم الرمضاني الحالي، قصة سيناريو وحوار طارق سويد، إخراج جوليان معلوف وبطولة كل من: الممثلة كارمن لبّس، الممثلة سارة أبي كنعان، الممثل بديع أبو شقرا، الممثل وسام فارس، الممثل غبريال يمّين، الممثلة نوال كاملة، الممثل محمد عقيل، الممثل حسّان مراد، الممثلة ستيفاني عطالله، الممثل جان دكاش… ومجموعة كبيرة من نخبة الممثلين اللبنانيين.

بعد كل حلقة تُعرض على الشاشة تنتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي مجموعة كبيرة من التغريدات والتعليقات الإيجابية التي تروي مدى روعة القصة والواقع الإجتماعي الذي يُنقل من خلال المشاهد المختلفة في العمل، بالإضافة لأداء الممثلين المميّز في العمل. حتّى اليوم في كل محطة من المسلسل هناك رسالة تعبر للمشاهدين، نبتسم معها أو حتّى نتأثر وقد نبكي… نعم لهذه الدرجة يخترق هذا العمل أحاسيسنا.

من هنا، لا بد من تسليط الضوء على المشهد الذي هزّ لا فقط قصة مسلسل “بالقلب” بل أيضاً المشاهدين، وهو لحظة موت “ناهي”، الذي يجسد شخصيته الممثل وسام فارس، إذ توفي نتيجة “رصاصة طائشة”، هذه المشكلة الإجتماعية الخطيرة التي لا زلنا حتّى اليوم نعاني منها في الواقع، فعلى أمل أن تكون هذه الرسالة التوعوية الإنسانية واضحة للجميع، وننتهي من المأساة التي تلاحق عدد من العائلات نتيجة الرصاص الطائش.

المشاهد المتتالية بعد وقوع الحادثة مؤثرة جداً وموجعة للبعض، وبعد الكثير من التعليقات التي أوصلها رواد مواقع التواصل الإجتماعي، أوضح كاتب القصة طارق سويد عبر صفحته الخاصة على انستقرام حكاية هذا المشهد الحزين، قائلاً: “بعرف زعلتكن بعتذر، انا متلكن زعلت كتير..بتعرفو رح خبركن شغلة. مرة استقبلت ببرنامج الي، أهلها لطفلة اسما ” بيتينا رعيدي” ما بنسى اسم هالطفلة الصغيرة كانت عم تلعب عالبلكون و امها عم تعملا سندويش و ضاهرا تعطيا ياها و لاقتا واقعة بأرضا، لتكتشف انو بنتا الصغيرة فارقت الحياة برصاصة مجرم جاهل، و ما اسما اكيد رصاصة طايشة..رجعت عالبيت ليلتا ما قدرت نام، كل الليل فكر كيف بدي وصل هالصرخة و هالغضب..
كيف بدي اصرخ و قول بكفي دم و جهل و إجرام. .. كيف بدي قول لكل حامل سلاح، لو منك عارف انك قاتل حدا و عم تنام عمخديتك بالليل، مش يعني منك مجرم.. و انا سلاحي قلمي و ما بقبل احمل غيرو سلاح، اخدت معي سنين لنضجت القصة براسي و الاسلوب اللي بدي وصل فيه هالصرخة…بمجتمعاتنا العربية، الطفل الصغير بينقتل، الأم اللي عم بتنشر الغسيل بتنقتل برصاصة، شب عم يمشي البسمة عوجو و مستقبلو قدامو، مجرم جاهل بيسرقو من اهلو برصاصة.. بلبنان متل بقصتي مبلا البطل البريء بموت…العشق للدم اقوى من عشق القلب.. طارق”.

طبعاً سنتابع المزيد من الأحداث في هذا المسلسل المميّز، ولكن يمكننا القول أن “بالقلب” من الأعمال التي ستترك بصمة مميّزة جداً في ذهن المشاهدين، وإنّه من الأعمال التي تتوّج الدراما اللبنانية خلال رمضان 2020. في سنين الطفولة علّمونا أن نرسم القلوب ونعود لطعنها بالأسهم، طبعاً لم نكن نفهم السبب وراء هذا الأمر… ولكن اليوم أصبحنا ندرك أن الكثير من الحكايات الموجودة “بالقلب” تخترقها وتطعنها هذه الأسهم في الواقع، التي كانت مجرد رسمة على الأوراق. لهذه الدرجة ينقل لنا المسلسل الرسائل المميّزة والواقعية، الى حد التفكير ولكن هذه المرّة من القلب.



All rights reserved. Copyrights © 2024ounousa.com