في الخبز العربي والخبز الفرنسي وفي فطيرة الفراولة والمعجنات...نجد ما يسمى بالـ"غلوتين" وهو الاسم العام للبروتينات الموجودة في بعض الحبوب مثل القمح. اكتشف مؤخرًا أنّ الغلوتين يتسبّب بالكثير من الأوجاع المعوية و فيعاني الكثير من الناس من الاعتلال المعوي الغلوتيني أي من حساسية على الغلوتين كما أنه يتسبب بأوجاع أخرى في الجسم.
المشكلة في تناول هذه البروتينات هي أنها تهاجم الجدران الداخلية للأمعاء الدقيقة وتتسبّب بمنع امتصاص العديد من العناصر الغذائية الضرورية للصحة كما أنها قد تتسبب بتكوّن أمراض خطيرة في الجهاز الهضمي. نجد الغلوتين في الجاودار والقمح والشعير وفي الشوفان أحيانًا. ولكن لما لم تعد أمعاء الكثير من الناس تتحمل الغلوتين؟ تحول القمح على مر السنين وبشكل سريع إلا أن تحول الجهاز الهضمي يتطلب وقتًا كثيرًا للتأقلم مع أنواع القمح والدقيق الجديدة.
صحيحٌ أن الجميع يشير إلى الغلوتين وسلبيات تناوله إلا أننا لا نتساوى في عملية هضمه لذلك يجب التفريق بين الاضطرابات الهضمية التي هي في الأساس إحدى أمراض المناعة الذاتية الخاصة بالجينيات والحساسية التي تؤدي إلى ردود فعل فورية والاعتلال المعوي الذي يبرز على شكل تسمّم أو حريق صغير في الأمعاء وهو المشكلة الأكثر شيوعًا بين الناس. فما الذي يحصل عندما نعاني من اعتلال معوي غلوتيني؟ تضعف يروتينات الغلوتين الجهاز الهضمي وتستمر في إضعافه كلما أدخلناها إلى جسمنا فتصبح أمعاؤنا الضعيفة قابلة للاختراق وتدخل جزيئات الغلوتين التي من المفترض أن تمر مرورًا عابرًا إلى الجسم وتؤدي إلى اضرابات في الجهاز الهضمي وصولًا إلى اضطرابات في الجهاز العصبي. وأما العوارض التي تحثّ أطباء التغذية إلى التفكير في الغلوتين فهي الإضرابات في الجاز الهضمي والتعب والأكزيما وداء المبيضات والتهاب في الأوتار والصداع والتهيج العصبي وحتى القيء والربو أحيانًا.
فإذا كنت تعانين من ردود الفعل الأكثر عنفًا مثل القيء والإسهال المزمن وفقدان الوزن...فإن السبيل الوحد للتأكد من أنك تعانين من اضرابات هضمية أو اعتلال معوي غلوتيني هو إجراء خزعة من الأمعاء. وإذا تم التأكيد على أن الغلوتين هو السبب وراء هذه الاضطرابات فمن الأفضل اللجوء إلى الطبيب الغذائي الذي من شأنه أن يحدّد حمية غذائية خالية من الغلوتين أي خالية من تناول الخبز والقمح والشعير والجاودار والفطائر...بهذه الطريقة نسمح للجهاز الهضمي أن يلتئم وأن يعود إلى عمله الطبيعي.
