للحب الاول تأثير قوي جداً على حياة الانسان لأنّها تجربة مميزة حيث يكون هناك الكثير من المشاعر القوية التي لم يمرّ بها بعد. كما يكون بداخل الانسان رغبة شديدة وعطش لا مثيل له للاحساس بالحب وتذوق حلاوته. وقد ينجح هذا الحب، ولكن هذا لا يكون إلا في حالات قليلة، ما يؤدي إلى معاناة شديدة في مرحلة لاحقة يمكن ان تمتد لفترة طويلة من الحياة.
أسباب المعاناة
عادة ما يكون الحب الاول في مرحلة المراهقة، حيث يكون الفرد بلا خبرة تجعله قادر على التمييز أو تحكيم عقله بجوار قلبه. فيكون الوقوع في الحب الاول مبني على الرومانسية والخيال والعواطف، بعيداً عن العقل وظروف الحياة والتزاماتها. كما يكون الشاب أو الفتاة غير قادر على الوفاء بالالتزامات التي تحمي هذا الحب وترعاه، التي تشمل كافة أنواع الارتباط الداخلي والخارجي. هذه كلها عوامل تجعل من الحب الاول حباً ضعيفاً، لا مكان له إلا القلب، بينما على أرض الواقع سرعان ما يختنق ويموت.
هل يموت الحب الاول؟
قد يقع حادث أو حوار، يذكّر الإنسان بحبه الاول الذي لا يمكن أن يموت، مهما بدا أنه غير ظاهر أو موجود. فبالنسبة للفتيات خصوصاً، قد تكبر وتتخلى عن حبها الاول كرهاً أو رغبة منها، وربما ترتبط بشخص رائع يحول حياتها إلى سعادة غامرة. ولكن عندما ترى حبها الاول في الواقع أو تتذكره في موقفاً معيناً، تجد قلبها مليء بالحنين، ويعبّر عن افتقاده لهذا الحب.
وبالمثل عند الرجل، الذي يمضي حياته مشغولاً بأسرته وعمله مهموم الحياة. وبغض النظر عن سعادته في حياته الحالية أو حزنه، تأتي لحظات اللقاء بالحب الاول، ولو عن طريق المصادفة، لتحدث بركاناً عنيفاً يهز كل مشاعره الداخلية وتجعله يتوق للعودة إليه.
