اليرقان الذي يعرف بالصفار هو حالة شائعة جدا عند الرضع حديثي الولادة وتشير الإحصاءات الى أن 6 أطفال من أصل 10 يصابون بالصفار علما أن الرضع المولودين قبل اكتمال الأسبوع الأربعين من الحمل هم أكثر عرضة من غيرهم. وعادة الإصابة بالصفار ليست خطرة ولكن اذا كانت مستويات البيليروبين (هي مادة صفراء يتم إنتاجها عندما يتم توزيع خلايا الدم الحمراء) في دم الرضيع عالية يستدعي هذا الأمر علاجه. ان كبد المولود يجب أن يصفي البيليروبين من الدم، ويغيره إلى شكل يسمح بتمريره خارج الجسم في البراز؛ والبيليروبين يتراكم بسرعة عند الرضع بحيث لا يستطيع الكبد تصفيته بأكمله خارجاً، مما يسبب الصفار.
ما هي مشكلة الاحليل التحتي التي يمكن ان يعاني منها الاطفال؟
متى يظهر الصفار عند الرضع؟
عادة يظهر الصفار(اليرقان) عند الرضع بين اليوم الثالث واليوم الخامس بعد الولادة، وعند الخدج في فترات متأخرة علما أن كل طفل ولد باكراً معرض لللإصابة بالصفار أكثر من غيره.
ان الصفار بحد ذاه غير خطر ولكن إذا زادت نسبة البيبليروبين عن أرقام محددة (فوق 20 مج) فهناك خطر أن تتسرب المادة الصفراء الى خلايا المخ وتسبب تدميرها.
أسباب الصفار
لحدوث الصفار عند المواليد عدة أسباب فقد يكون الصفار فسيولوجياً وهو النوع الأكثر شيوعا ويظهر عادة في نهاية اليوم الثالث من الولادة، ولا تتعدى نسبة البيليروبين المسبب للصفار (12mg/dl) في الدم ولا تشكل أي خطر.
وقد يكون الصافر مرضيا نتيجة تكسر الدم بسبب عدم انسجام فصيلة دم الطفل مع الأم، وفي بعض الحالات كالـRh incompitability حيث يكون فصيلة دم للأم Rh سلبي، ينصح باعطاء الأم Anti-D، وهي كناية عن أجسام مضادة تقي جهاز مناعة الأم من التفاعل مع دم الطفل. وفي بعض الحالات الأخرى لا يمكن الوقاية من تكسر الدم ولكن يمكن توقع حدوث الصفار وعلاجه.
بالإضافة الى ذلك قد يكون الصفار ناجم عن تاريخ مرضي في عائلة المولود أو بسبب الرضاعة الطبيعية أو نتيجة وجود تجمع دموي تحت فروة الرأس. يضاف الى هذه العوامل أمن خلايا الدم الحمراء لدى الأطفال حديثي الولادة أكثر منها عند البالغين، وعمرها أقصر ويصعب على الجسم التخلص منها بسرعة. وفي بعض الحالات النادرة يكون الصفار دليلا لاصابة الطفل بمرض ما لا سيما عندما يظهر بعد أربعة وعشرين ساعة من الولادة.
هذه هي المشاكل الصحية الشائعة عند الرضع
هذه هي أعراض الصفار
للصفار عند المواليد العديد من الأعراض ولعل أبرزها إصابة المولود باصفرار في الجلد وبياض في عيناه. أما بول المولود المصاب يكون غالبا داكن، وبرازه يكون لونه شاحب علما أن لون البراز عند الرضيع يكون أصفر فاتح أو برتقالي اللون.
هكذا يعالج الصفار
في الكثير من الحالات التي يكون الصفار لأسباب فيسيولوجية لا يحتاج الى علاج ويزول من تلقاء ذاته خلال عشرة أيام ولكن اذا أظهر فحص الدم أن البيليروبين مرتفع في دم الطفل يجب المعالجة فورا لأن المادة الصفراء قد تتسرب الى الدماغ وتتلف الخلايا. فاذا كان مستوى البيليروبين مرتفعا يتسرب الى الجهاز العصبي ويسبب ضرراً عصبياً ويؤدي الى اصابة الطفل بالصمم أو اضطرابات في الحركة وتوتر العضلات.
ومن أبرز العلاجات المتعارف عليها ان يتم وضع الطفل بحاضنة ويسلط عليه ضوء قوي كناية عن ضوء ازرق موجود في الضوء الابيض يعمل على تحطيم البيليروبين في الدم. واذا كانت نسبة البيليروبين مرتفعة جدا لا يعود تسليط الضوء كافيا ويتم تبديل دم الطفل عن طريق وريد السره، او من خلال شريان ووريد في الاطراف.
