"هيستيريا رقمية" أصابت العالم بأسره أمس مع توقف أضحم 3 منصات للتواصل الاجتماعي في العالم، فايسبوك، واتساب وانستقرام، المملوكين من شركة فايسبوك.
على مدى 6 ساعات، بقي مليارات المستخدمون دون أي قدرة على الاتصال والتواصل، وبقي السؤال المطروح، ما سبب التوقف المفاجئ لعمل فايسبوك واتساب وانستقرام، كما كثرت المخاوف من اختراق حسابات المستخدمين وسرقة البيانات والمعلومات الشخصية من قبل المهكّرين المحتملين. وتكبّدت الخسائر في ملايين الشركات التي تعتمد بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي في عملها.
تبريرات من شركة فايسبوك!
قال المتحدث باسم فايسبوك آندي ستون عبر تويتر "ندرك أن البعض يواجهون مشكلة في الوصول إلى تطبيقاتنا ومنتجاتنا. ونعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن، نعتذر عن أي إزعاج".
كما قالت شركة فايسبوك في منشور رسمي على مدونتها على تويتر، أن "الانقطاع الذي دام ست ساعات عبر منصاتها بما في ذلك انستقرام وواتساب ومسينجر و OculusVR نتج عن تعديل خاطئ في الإعدادات وتغييرات التكوين في أجهزة التوجيه التي تنسق حركة مرور الشبكة بين مراكز بيانات الشركة".
وتابعت الشركة القول أن هذا التعديل الخاطئ أجدث تغييرات في إعدادات أجهزة الراوتر الرئيسية تسببت بحدوث مشاكل أدت إلى انقطاع خدمة الاتصال.
استدعاء موظفة سابقة في فايسبوك بعد تسربيها وثائق خطيرة!
في ظلّ هذا الانقطاع، ضجّ العالم بتصريحات أدلت بها مهندسة البيانات السابقة المستقيلة من فايسبوك تدعى فرانسيس هاوغن لشبكة "سي بي إس" (CBS)، حيث اتهمت شركة فيسبوك بتفضيل أرباحها ومصلحتها على حماية سلامة المستخدمين.
وأضافت إن تضارباً للمصالح في الشركة بيّن ما فيه خير للناس وما هو مربح للشركة. وكشفت هاوغن أن منصة فايسبوك تزيد من الكراهية وتنشر معلومات مضللة وتسبب الأزمات السياسية.
كما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) عن هاوغن قولها إن قواعد الشركة تعطي معاملة تفضيلية للنخبة، وإن خوارزميات الشركة تعزز الفرقة.
مشاهير يرفضون مواقع التواصل الاجتماعي ويفضّلون الخصوصية!
وأضافت هاوغن أن عصابات المخدرات والاتجار بالبشر تستخدم خدمات فايسبوك علناً، وأن اكتشافاتها تلك تستند جزئيا إلى وثائق جمعتها خلال عملها السابق مع فايسبوك، بالإضافة إلى مقابلات مع موظفين حاليين وسابقين.
ومن جهة أخرى، دعا الكونغرس الموظفة المستقيلة من فايسبوك إلى جلسة استماع بعد تسريبها وثائق داخلية للشركة.
هل حصلت هجمة الكترونية؟
في الوقت الذي رجّح الخبراء الرقميين أن ثمّة احتمال كبير لحصول هجمة الكترونية واختراق لحسابات فايسبوك واتساب وانستقرام، خرجت شركة فايسبوك على الفور لتقول "أنه لا يوجد لديه دليل حتى الآن على تعرض بيانات المستخدم للاختراق نتيجة لهذا التوقف" بعدما تضرّرت سمعة الشركة بشكل كبير وزادت مخاوف توقف عدد كبير من المستخدمين عن استخدام المنصات الثلاثة العملاقة والاتجاه الى منصات منافسة مثل تلغرام، تويتر وغيرها.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها تدرس إمكانية وجود تهديد أمني على خلفية ما يحدث لوسائل التواصل الاجتماعي.
أصلحوا العطل يدوياً!
قالت مذكرة داخلية لفايسبوك أن فريقاً تقنياً كان يحاول إصلاح الخلل يدوياً، كما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مذكرة داخلية أيضا لفايسبوك تقول إن انقطاع خدماتها شكّل خطراً كبيراً على سمعتها وعلى الناس.
كم بلغت خسائر مؤسس فايسبوك مارك زوكربرغ؟
كشفت صحيفة "بلومبيرغ" عن خسائر ضخمة جداً لحقت بالرئيس التنفيذي لشركة فايسبوك مارك زوكربيرغ، والتي بلغت 7 مليارات دولار خلال 6 ساعات بعد العطل. كما تراجعت أسهم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في بورصة "وول ستريت". وانخفضت أسهم فايسبوك، التي تملك نحو ملياري مستخدم نشط يومياً، بمعدّل 4.8%.
"هجرة رقمية الى تويتر!"
منذ الدقائق الأولى لتوقف فايسبوك واتساب وانستقرام، توجّه مليارات المستخدمين الى منصة تويتر، التي بقيت المنصة الوحيدة لتواصل رواد مواقع التواصل الاجتماعي وتتبع آخر مستجدات العطل المفاجئ للمنصات العملاقة الثلاثة. واستغلّت منصة تويتر "انطفاء" العمالقة الثلاثة، لتستقطب أكبر عدد من المستخدمين، وغرّدت الشركة عبر صفحتها الرسمية: "أهلاّ بكم جميعاً، رسمياً!".
