وسط الحزن والمأساة التي يعيشها الشعب السوريّ والشعب التركيّ، تكون الصدمة حين ترى من يسخر من أوجاع الآخر، ومن يضحك على بكاء أطفال نُزعت منهم روح وبراءة الطفولة. فقد أثار رسم شارلي ايبدو الساخر من زلزال تركيا غضب العرب، فماذا جاء فيه؟
رسم شارلي ايبدو الساخر من زلزال تركيا تخطى القيم!
لا شكّ بأنّ اسمها ارتبط دائماً بالسخرية واثارة الجدل ولكنّ ما قامت به بكاريكاتور زلزال تركيا وسوريا تخطى قيم وحدود الإنسانية، بينما كانت تركيا تعلن ارتفاع عدد ضحاياها كان في الوقت نفسه رسّام في فرنسا يرسم بطريقة ساخرة ويضحك على آلام المصابين من الزلزال.
لحظات مؤثّرة جداً... لقاء أب مع طفله في سوريا بعد أن ظنوا بأنّه فقَدَ عائلته كلّها!
فقد نشرت صحيفة "شارلي ايبدو" في عددها الجديد رسمة كاريكاتور تقصد به الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا، فرسمت مبنى كبير مدمّر أمامه سيارة مقلوبة وكتبت عليها "لا داعي حتى لإرسال دبابات". وأثارت هذه العبارة غضب واستنفار الأتراك حيث خرج الناطق باسم الرئاسة التركيّة وكتب على حسابه على تويتر: "البرابرة الجدد. اختنقوا في كراهيتكم وأحقادكم".
كما أثارت ردود فعل كثيرة على المنصات الالكترونية الذين أتوا بثلاث تفسيرات عن العبارة التي ذكرت في الكاريكاتور ولكنّها جميعها تصبّ في خانة قلّة الإنسانية وانعدام القيم. فالتفسير الأول: لم يبقى هناك داعي لإرسال الدبابات لقتل الأتراك فهم قتلوا بسبب الزلزال. أما التفسير الثاني: فهو أن تركيا تحولت لساحة حرب مثل اوكرانيا فلا داعي لارسال دبابات من فرنسا. والقسم الثالث فسّر العبارة بأن حجم الأضرار التي تعرّضت لها المباني مثل كأنها معرضة للدبابات.
وكان لافتاً ردّ صحيفة يونانية على الرسم الكاريكاتوريّ حيث عنونت "كلّنا أتراك!" رغم كلّ الخلافات ما بين تركيا واليونان.
"شارلي ايبدو" تردّ بالصمت
ولم يصدر أي تعليق أو توضيح من مجلة "شارلي ايبدو" التي من النادر أن تعطي تفسيرات أو توضيح عن رسوماتها، بالرغم من أن عدد كبير من وسائل الإعلام قام بالتواصل معها لتوضيح الرسمة ولكن باءت بالفشل.
نذكر أن ضرب زلزال عنيف بقوّة 7.8 ريختر الحدود التركية وسوريا واسفر عن أكثر من 23 الف قتيل وملايين الجرحى، كما تعرضت تركيا وسوريا الى خسائر ماديّة كبيرة جدّاً.
