إذا بدأت تلاحظين إلحاح طفلك في معظم الأوقات وبشكل مفرط وغير مبرّر، لا تتسرّعي في ردّة فعلك تجاهه. إسعي في هذا السياق إلى البحث عن الأسباب التي تحثّه على هذا التصرّف وابحثي عن الطرق المنطقيّة والفعّالة للحدّ من هذه الحالة. وتبعاً لأهميّة هذا الموضوع إخترنا مناقشة معظم جوانبه من خلال هذا المقال.
ما الذي يدفع الطفل إلى الإلحاح؟
تساهم مجموعة من العوامل المحيطة بالطفل أو المتعلّقة بحالته النفسيّة في حثّه على إعتماد هذا التصرّف الغير مستحبّ في أغلب الأحيان من قبل الأهل.
أوّلاً، قد يؤدّي شعور الطفل بالإهمال وعدم الإمان إضافة إلى حاجته لعناية زائدة من قبل الوالدين، إلى الإلحاح بشكل متواصل بغية ترجمة النقص الذي يطاله. ويعكس هذا الفعل هنا الوحدة الذي يعايشها هذا الطفل الذي يسعى كلّما أتيحت له الفرصة مع أهله ولفت إنتباههم بشتّى الطرق.
ثانياً، يعتبر تدليل الطفل اللامحدود من أهمّ العوامل التي تحثّه على إتخاذ الإلحاح كمبدأ له يساعده عي الحصول على كلّ ما يبتغيه، وهو متأكّد غي الوقت عينه من التجاوب السريع الذي سيظهره والداه.
ثالثاً، قد يسعى بعض الأطفال للحصول على إستقلاليّتهم في سنّ صغيرة، ما يدفعهم إلى تبنّي الإلحاح في محاولة لفرض رأيهم وإظهار إستقلاليتهم ولو بطريقة جزئيّة.
كيف يترجم طفلك إلحاحه؟
مواقف مختلفة يتخذها طفلك قد تظهر لك إلحاحه الكبير،سنعرضها لك في النقاط التالية:
1- يعتبر الغضب الشديد المصحوب بعدوانية واضحة وحركات جسديّة غير إعتيادية كالإرتماء في الأرض مثلاً والبكاء، أبرز دلالات الإلحاح عند طفلك.
2- إذا إسترسل طفلك في إطلاق الشكاوي والتذمر بشكل دائم، تأكّدي عندها أنّ ما تواجهينه معه ليس سوى أحد مظاهر الإلحاح الذي بات يتقن فنونه.
3- عندما يتمسّك طفلك بأغراض أو أفكار معيّنة دون غيرها رافضاً أيّة فكرة لإستبدالها، فتلك أيضاً إشارة على الإلحاح.
4- يستغلّ الطفل الملحّ تواجده بين الناس حتّى يتمادى في التعبير عن إلحاحه بغية إحراج أهله والحصول تلقائيّاً على ما يريد. فتنبّهي لهذا التصرّف إذا قام به طفلك.
كيف تتعاملين مع حبّ التملك عند طفلك؟
نصائح مفيدة للتعامل مع إلحاح الطفل
الوعي والصبر أساسيان في مساعدة طفلك للتخلّص من إلحاحه، إضافة إلى مجموعة من النصائح التي ستساهم من دون شكّ في إنجاح مهمّتك في هذا المجال ويمكن تلخيصها على النحو التالي:
1- احرصي على تنظيم يوميّات طفلك بطرقة تراعي معظم إحتياجاته وتلحظ النشاطات التي يحبّها والواجبات التي عليه إتمامها. ما سيساعدك في الحدّ من الذرائع التي قد يستخدمها طفلك لتبرير إلحاحه.
2- أقنعي طفلك بأهميّة الحصول على طلباته المحقّة عبر الأساليب المهذّبة البعيدة عن أشكال الإلحاح، وادعيه لمراقبة تصرفاتك فيمواقف مشابهة. كما لا تتواني عن مكافأته كلّما أظهر لك تحسّناً على هذا الصعيد.
3- لا تستسلمي لإلحاح طفلك الذي قد يتحوّل إلى إزعاج تام في معظم الأحيان. فأنت مدعوّة للتعاون معه إلى أقصى الحدود حتّى يستوعب ولو بعد أكثر من محاولة ضرورة التخلّي عن هذه العادة.
4- إسعي إلى كشف الدوافع التي حثّث طفلك على هذا التصرف وحاولي مناقشتها مع، ما سيساهم بفعاليّة كبيرة في إبتعاده عن الإلحاح.
