LIKES

كيف تحتفل تركيا بالشهر الفضيل؟

الثلاثاء، 30 يونيو 2015

يستقبل المسلمون الأتراك شهر رمضان بمظاهر البهجة والفرح كما هو الحال عند كل الشعوب الإسلامية. وتمثل مدينة اسطنبول الرمز الإسلامي في ذاكرة الشعب التركي، إذ إنها كانت مقر الخلافة الإسلامية لفترة تزيد عن الخمسة قرون، كما أن فيها عدداً كبيراً من المساجد والمعالم الإسلامية، ناهيك عن الأمانات النبوية المقدسة التي أحضرها السلطان سليم الأول عند عودته من الشرق العربي. لذلك تزخر هذه المدينة بالمظاهر الرمضانية خلال الشهر الفضيل، ويُقرأ فيها القرآن يوميًا في قصر طوبقابي الذي كان مقرّ الباب العالي سابقًا، وتستمر القراءة في هذا القصر دون انقطاع ليلاً نهاراً.

 

دروس دينية وصلوات

 

ومع بدء إعلان دخول الشهر الكريم رسمياً تضاء مآذن الجوامع في أنحاء تركيا كافة عند صلاة المغرب، وتبقى كذلك حتى فجر اليوم التالي، ويستمر الأمر على هذا المنوال طيلة أيام الشهر الكريم. ومظهر إنارة مآذن المساجد يعرف عند المسلمين الأتراك بـاسم محيا، وهو المظهر الذي يعبر عن فرحة هذا الشعب وبهجته بحلول الشهر المبارك. ولكل مسجد من المساجد الكبيرة منارتان على الأقل، ولبعضها أربع منارات، ولبعضها الآخر ست منارات. والعادة مع دخول هذا الشهر أن تُمد حبال بين المنارات، ويُكتب عليها بالقناديل كلمات: بسم الله، الله محمد، حسن حسين، نور على نور، يا حنان، يا رمضان، خوش كلدي.

 

وانتشار الدروس الدينية في المساجد وقراءة القرآن مظهر بارز خلال هذا الشهر عند الأتراك ويبتدئ وقت هذه الدروس مع صلاة العصر، ويستمر إلى قرب وقت المغرب، وتُرى المساجد الشهيرة في هذا الشهر عامرة بالمصلين والواعظين والمستمعين والمتفرجين الطوافين من النساء والرجال.

 

اجمل الاجواء الرمضانية

 

والعادة في تركيا أنه حينما يحين موعد أذان المغرب تطلق المدافع بعض الطلقات النارية، ثم يتبع ذلك الأذان في المساجد. وبعد تناول طعام الإفطار يهرع الجميع مباشرة صوب الجوامع لتأمين مكان في المسجد، يؤدون فيه صلاة العشاء وصلاة التراويح، والتأخر عن ذلك والإبطاء قد يحرم المصلي من مكان في المسجد، وبالتالي يضطره للصلاة في الخارج أو على قارعة الطريق.

 

ومن الأمور التي يحرص عليها الأتراك في هذا الشهر صلاة التسابيح وهم يؤدونها عادة في الأيام الأخيرة من رمضان، أو ليلة العيد. كما يولي الأتراك عناية خاصة بليلة القدر، إذ يقرأون فيها المدائح النبوية، إضافة إلى بعض الأناشيد الدينية. ومن العادات المتبعة في هذا البلد المسلم خلال موسم رمضان إقامة معرض للكتاب، يبدأ نشاطه مع بداية الأسبوع الثاني من الشهر الكريم، ويفتح المعرض أبوابه كل يوم لاستقبال زواره بعد صلاة المغرب، ويستمر حتى وقت مـتأخر من الليل.

 

تعرفوا إلى التقاليد الإماراتية خلال رمضان

 

موائد الرحمن والمطبخ التركي

 

كما تقيم الجمعيات الخيرية المدعومة من قِبَل الأحزاب الإسلامية التركية، وبالاشتراك مع أهل الإحسان والميسورين كل يوم من أيام رمضان ما يسمى بـموائد الرحمن وهي موائد مفتوحة، يحضرها الفقراء والمحتاجون وذوو الدخل المحدود، وتقام هذه الموائد عادة في الساحات والأماكن العامة. كما يقوم أهل الخير هناك بتوزيع الحلوى والمشروبات على الأطفال المشاركين في صلاة التراويح عقب انتهائها.

 

ومع دخول النصف الثاني من شهر رمضان يُسمح للزائرين بدخول جامع يسمى الخرقة في اسطنبول، والذي يقال: إن فيه مكانًا يُحتفظ بداخله بالخرقة النبوية التي أحضرها السلطان سليم إلى اسطنبول بعد رحلته إلى الشرق الإسلامي عام 1516 ولا يُسمح في أيام السنة العادية بزيارة ذلك المكان.

 

أما المطبخ التركي فغني عن التعريف، والشوربة هي الطعام الأبرز حضوراً على مائدة الإفطار التركية، بالإضافة إلى بعض المأكولات التي يشتهر فيها البيت التركي. ومن المأكولات الخاصة بهذا الشهر عند الأتراك الخبز الذي يسمى عندهم بيدا ويعني الفطير وهي كلمة من أصل فارسي. ويلقى هذا النوع من الخبز إقبالاً منقطع النظير في هذا الشهر، حتى إن الناس يصطفون طوابير على الأفران قبل ساعات من الإفطار للحصول عليه إذ يفتح الشهية للطعام، وينسي تعب الصوم.

 

وتعتبر الكنافة والقطايف والبقلاوة والجلاّش من أشهر أنواع الحلوى التي يتناولها المسلمون الأتراك خلال هذا الشهر الكريم.